الإرهاب وتاريخ الدم في تونس في فيلم ''معز الطريق الأسود''
عُرض فيلم معز الطريق الأسود لمحمد علي النهدي، نهاية الأسبوع المنقضي بقاعة الكوليزي بالعاصمة.
وشاركه في كتابة السيناريو سليم بن اسماعيل، فيما أدى أدوار البطولة، سيف الدين المناعي وأكرم ماغ وليلى الشابي وبمشاركة خاصة للفنان القدير الأمين النهدي.
يروي الفيلم قصة معز، عاطل عن العمل ومُرتكب لجرائم سرقة في الحي الشعبي الذي يقطنه وساقه القدر ليلقى ''حسن '' متطرف إسلامي وينتهي المطاف بهم في '' طريق أسود ''.
كانت الانطلاقة مع مشاهد لخصت محطات اندلاع الثورة في تونس، وصولا إلى ''العشرية السوداء '' التي عاشتها تونس والعمليات الارهابية التي هزت شعبها ومرورا بأحداث انتخابات المجلس الوطني التأسيسي واغتيال الشهيد شكري بالعيد و''عملية باردو '' والتي أُثثت بمشاهد من داخل المتحف تحصل عليها النهدي بصفة حصرية من فرقة مكافحة الارهاب.
وفي تصريح لموزاييك، أكد النهدي أن فكرة العمل كانت '' مسلسل '' وانطلق في تفاصيلها منذ سنة 2016، وأحداث العمل مستوحاة من الواقع وأراد من خلالها توثيق مرحلة هامة من تاريخ تونس.
في حين اعتبر لمين النهدي أنه تفاجأ بردود ابنه محمد علي واعتبر أن العمل كسر مع الصورة النمطية للسينما التونسية على مستوى التقنية والايقاع حد تعبيره كما أشاد بمردود الممثلين الذين شاركوا في الفيلم.
''معز ..الطريق الأسود '' ، طرح من خلاله محمد علي كواليس وخطورة عالم الارهاب وقدرتهم على استقطاب الشباب الى الطريق '' الاسود '' ، عالم مليء بالعنف والسيطرة والرغبة في التخريب تخريب النفوس والعقول وينتهي المآل نهاية مأساوية.
الطريق الأسود ، من خلال شخصية '' معز '' حاكى النهدي، رحلة العديد من الشباب الذين دفعتهم الظروف لاعتناق فكر متطرف ومخرب.. فيلم أراد من خلاله كشف خفايا شبكات الارهاب ومختلف عناصرها ولعله من خلالها توثيق تاريخ الدم في تونس وانتصارها على ''الخراب ''.
الفيلم سيطرح في القاعات التونسية بداية من الاربعاء 9 فيفري، ويعتبر فيلم "معز الطريق الأسود" هو الروائي الطويل الأول للمخرج والممثل محمد علي النهدي، وكان الفيلم القصير "المشروع" في 2008 أولى تجارب محمد علي النهدي الاخراجية ليقدم بعده "حدث ذات فجر" (2010)، "أخيرا نعبّر" (2011) و"فاطوم" (2019.
*سامية الحامي